تمديد الحكم الفردي في روسيا بعد انتخابات مرسومة مسبقًا خالية من المعارضة الموثوق بها

تمثل الانتخابات الروسية الأخيرة نقطة تحول رئيسية في السياسة الروسية، حيث يواصل الرئيس فلاديمير بوتين تعزيز قبضته على السلطة بفوزه الساحق بولاية جديدة. وبهذا، يؤكد بوتين موقعه كأحد أطول حكام روسيا في التاريخ الحديث، ويفتح الباب أمامه للبقاء في الحكم حتى عام 2036.

النتائج الانتخابية: وفقًا للنتائج الأولية المعلنة من قبل لجنة الانتخابات المركزية الروسية، حصل بوتين على 87.3% من الأصوات بعد فرز نصف الأصوات. يعني هذا الفوز الساحق أن بوتين سيواصل حكم روسيا بلا منازع حتى على الأقل حتى عام 2030.

غياب المعارضة الموثوق بها: مع استبعاد معظم المرشحين المعارضين من الترشح، سواء بسبب السجن أو التنفيذ أو النفي، ومع قيود الرأي الحر والتعبير التي فرضتها الحكومة الروسية منذ غزوها لأوكرانيا بالكامل في فبراير 2022، لم يواجه بوتين أي تحدي حقيقي لسلطته.

الأهمية الرمزية للانتخابات: على الرغم من أن بوتين ومتحدثيه يصفون الانتخابات بأنها "تكاليف بيروقراطية" وليست "ديمقراطية حقيقية"، فإن الشكلية الانتخابية لا تزال مهمة للكرملين لتأكيد سلطة بوتين. تغييرات القانون الدستوري في عام 2008 أدت إلى تمديد فترات الولاية الرئاسية إلى ست سنوات، وإزالة الحدود الزمنية للولاية الرئاسية في وقت لاحق، مما يسمح ببقاء بوتين في السلطة حتى عام 2036.

الوضع السياسي الحالي: تعتبر روسيا تحت حكم بوتين من بين أكثر الدول التي تحظى بمستوى عالٍ من التضليل الإعلامي والقمع السياسي. تمتص الحرب في أوكرانيا موارد الدولة وتزيد من ضغوط الاقتصاد، وفي نفس الوقت تشهد تصاعدًا في القمع السياسي وتقييد الحريات الشخصية.

تأثير الحرب في أوكرانيا: على الرغم من تكاليف الحرب البشرية والاقتصادية الهائلة التي فرضتها الحرب في أوكرانيا على روسيا، إلا أن الرأي العام الروسي يظل مؤيدًا للغزو. يقدر المركز الروسي للدراسات الرأي العام أن ما يقرب من نصف الروس يؤيدون بشدة الحرب في أوكرانيا، وأن أكثر من ثلاثة أرباعهم مؤيدون لها بشكل عام.

الانتقادات الدولية: يتمتع بوتين بمستوى عالٍ من الدعم الداخلي، ولكنه يواجه انتقادات دولية حادة بسبب سياساته وتصرفاته الخارجية، بما في ذلك العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا. يصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوتين بأنه "مستبد" ويصف الانتخابات الروسية بأنها "خدعة".

النتيجة النهائية: تمثل نتيجة الانتخابات الروسية النهائية تأكيدًا لسيطرة بوتين على السلطة وتعزيزًا لموقعه كأحد أطول حكام روسيا في التاريخ الحديث. ومع تواصل الحرب في أوكرانيا وتفاقم الضغوط الاقتصادية والسياسية، يبقى السؤال حول مستقبل روسيا وتأثير حكم بوتين على المنطقة والعالم باسره.